توقع محلل سياسي إسرائيلي بارز، أن يشن الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية البرية واسعة النطاق في قطاع غزة في فصل الربيع المقبل أو الصيف كحد أقصى، وذلك لاعتبارات الطقس. وقال ناحوم برنياع المعروف بقربه من مراكز صنع القرار السياسية والعسكرية في إسرائيل، في مقال له بعنوان "لا حروب في الشتاء"، نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم، أنه والى جانب كل المعضلات المعروفة التي تترافق والقرار بالقيام بحملة عسكرية كبيرة في القطاع، توجد أيضا مشكلة حالة الطقس خاصة في فصل الشتاء حيث تتلبد السماء بالسحب والغيوم الأمر الذي قد يعرقل تقديم الدعم الجوي اللازم للقوات البرية المتقدمة التي ستكون في أمس الحاجة له أثناء معاركها في شوارع وأزقة مدن القطاع. وأضاف برنياع "لهذا فليست لنا حروب في الشتاء، كل الحروب التي بادرنا إليها تجري في الربيع وفي الصيف (باستثناء حملة سيناء في تشرين الأول 1956، ولكن في الحرب إياها كان لإسرائيل شركاء أوروبيون فرضوا جداولهم الزمنية)، والحرب في غزة هي الأخرى يتعين عليها أن تنتظر، على ما يبدو". وتأكيدا على وجه نظره أورد برنياع بعض الأمثلة التي لعب فيها الطقس دورا حاسما في تحديد مواعيد العمليات العسكرية وقال "عندما بحث المجلس الوزاري المصغر في آب 2006 العملية البرية التي كان يفترض بها أن تنهي حرب لبنان الثانية، حذر شاؤول موفاز من حملة من شأنها ان تستمر لبعد شهر أيلول حيث ستكون السحب ولن يكون لنا سلاح جو، حسبما قال موفاز". وتابع "وفي عهد شارون وغيره شكلت سحب الشتاء وسائل مانعة شبه دائمة لعمليات مضادة كان يطالب بها، لكن الجيش كان يقول له نأسف توجد سحب، الى أن تتبدد السحب كان دم رئيس الوزراء يبرد، وتدور الدائرة مرة أخرى". وبيّن برنياع أن شن حملة عسكرية كبيرة في غزة يفترض أن تحقق هدفين: سد مسار تهريب السلاح في رفح, وشل نار الصواريخ من مدينة غزة وبناتها, هاتان هما جبهتان تحتاجان إلى معالجة بالتوازي", مشدداً على أن معالجة إحدى الجبهتين دون الأخرى لا تحل شيئاً.ورجّح بريناع أن يكون عدد المصابين بين جنود الجيش الإسرائيلي كبيراً خلال تلك العملية, مؤكداً "أنه وفي نهاية المطاف ستقف إسرائيل أمام المسألة الأصعب: ما العمل الآن، هل نواصل الاحتلال، مع كل الأثمان المرافقة أم نخرج من هناك ونبدأ حرب الاستنزاف من جديد". وختم برنياع بالقول "بعد عدة أسابيع ستتبدد السحب وسيتعين على المجلس الوزاري أن يقرر إذا كان لا مفر من دخول كثيف للجيش الإسرائيلي الى القطاع، أين ولكم من الوقت"، معتبرا أن هذا القرار سيكون صعبا للغاية.
1 اضف تعليق:
اللهم انصرنا اللهم امين
إرسال تعليق